شاركتمُر شهور الحمل التسعة وهناً على وهن، لكن فرحة استقبال المولود تمحي من ذاكرة الأم كل ما عانته طيلة تلك الشهور، فعندما تصل الأم الى الشهر الأخير من الحمل تبدأ بالاستعداد للولادة. رغم أن كل شهر من شهور الحمل يتميز بأعراض خاصة به إلا أن الشهر الأخير من الحمل يختص بكونه الأكثر ثقلاً وعبئاً على الأم. يتميز الشهر الأخير من الحمل بازدياد المشاكل الصحية لدى الحامل والتغيرات الهرمونية التي تُصاحب الاستعداد للولادة، حيث يتمدد الرحم ويكتمل الجنين ويزداد ورزنه مما يزيد معاناة الأم في جميع أعضائها.
ولكي تمر هذه بسلام سوف نتطرق في هذا المقال لعدة نصائح للحامل لا بد منها في الشهر الأخير من الحمل.
1. التغذية السليمة
التغذية السليمة تلعب دوراً أساسياً في المحافظة على صحة كل من الجنين والأم في كل مراحل الحمل جميعها. وتزداد أهمية التغذية في الشهر التاسع من الحمل، لأن الأم تحتاج إلى عدد من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، لذلك على الحامل التنويع في غذائها ليشمل جميع العناصر الغذائية المفيدة.
ينبغي على الحامل أن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وأيضاً المكسرات التي تحتوي على عدد من الفيتامينات والأملاح. أيضاً قد تحتاج الحامل إلى زيادة استهلاكك السعرات الحرارية بمقدار 300-500 سعر حراري يوميًا عن الشهر الماضي لدعم نمو جنينها.
من المهم أيضًا الحصول على ما يكفي من بعض العناصر الغذائية ، مثل الحديد وحمض الفوليك والكالسيوم . هذه العناصر الغذائية مهمة لنمو الجنين ويمكن أن تساعد في منع بعض العيوب الخلقية. يمكن للطبيب الخاص بك إخبارك إذا كنت بحاجة إلى تناول مكمل غذائي أو إذا كنت تعانين من خطر فقر الدم. ويجب الاكثار من شرب الماء وشرب العصائر الطبيعية وتجنب العصائر المُصنعة.
2. شرب كميات كبيرة من الماء
تُنصح الحامل بشرب كميات كبيرة من الماء إذ أن للماء دور هام في تخفيف آلام الولادة التي قد تشعر بها، فيخفف من ألم انقباضات أو تقلصات “براكستون هايكس” المتعارف عليها في شهور الحمل الأخيرة، ويعمل على المحافظة على تروية أنسجة الجسم بشكل سليم، ممّا يعطي للمرأة الحامل طاقة تستطيع من خلالها دفع الجنين بشكل جيد.
3. تناول كميات مناسبة من التمر
يعتبر التمر مصدرًا جيدًا للطاقة والعناصر الغذائية. يساعد تناول التمر خلال الشهر الأخير من الحمل على تحفيز المخاض وتحسين صحة الطفل. التمر غني بالألياف التي يمكن أن تساعد في منع الإمساك. كما أنها مصدر جيد للبوتاسيوم ، وهو أمر مهم للحفاظ على مستويات ضغط الدم الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي التمر على الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، وكلها ضرورية لتقوية عظلم المرأة الحامل.
أيضاً حبات التمر تساعد على تحضير جسم الحامل للولادة من خلال تقوية الرحم. ومن المهم أن تتناوله الحامل طيلة فترة الحمل لا سيما أنه يحتوي على الفوليك أسيد مع زيادة الكمية في الشهر التاسع من الحمل.
4. ممارسة التمارين الرياضيّة المناسبة
تساعد ممارسة الرياضة بانتظام أثناء الحمل على تخفيف أو منع العديد من المضايقات الشائعة مثل آلام الظهر والتعب والإمساك والتورم. ويمكنها أيضاً أن تساعد في تحسين الحالة المزاجية ومستويات الطاقة، وتنظم زيادة الوزن بشكل صحي.
ينصح الأطباء بممارسة التمارين الرياضيّة طوال فترة الحمل وخاصةً في الشهر الأخير من الحمل. ومن الضروري استشارة الطبيب حول التمارين الرياضيّة المناسبة بما يتناسب مع الحالة الصحية للحامل. ومن الجدير ذكره أن الرياضة تحسن قدرة المرأة الحامل على تحمل الآلام التي قد تواجهها أثناء الولادة، ومن أهم التمارين الرياضية الخفيفة التي تُنصح المرأة الحامل بممارستها؛ السباحة، والمشي، وركوب الدراجة، وغيرها.
5. الراحة والنوم
ينصح العديد من الأطباء والخبراء النساء الحوامل بأخذ قِسطٍ كافٍ من الراحة طوال فترة الحمل وخاصةً في الشهر الأخير من الحمل. أيضاً من الأفضل لصحة الأم وجنينها عدم إرهاق الجسم في أيّ من الأعمال سواءً كانت منزليّة أو غير ذلك، وتجنّب التعرّض للتوتّر والإجهاد للحدّ من إنتاج هرمون الأُكسيتوسين الذي يلعب دوراً في انقباضات الرحم خلال المخاض.
الحصول على عدد كافي من ساعات النوم لاستعادة طاقة الجسم وضمان النمو الطبيعيّ للجنين. وللحصول على نوم أفضل، يُفضل النوم على الجانب الأيسر لتعزيز تدفق الدم إلى الطفل.
تجنب النوم على الظهر الأمر الذي يحد من تدفق الدم، ويُفضل تجنب المياه الغازية والكافيين؛ لأن من شأنهم أن يسببا تشنجات الساق، والبديل يكون بشرب الماء للحد من التشنج.
6. زيارة الطبيب
في الشهر الأخير من الحمل يجب الحرص على الالتزام بالمواعيد المقررة مع الطبيب المسؤول عن متابعة الحمل، للتحقُّق من انتظام العلامات الحيويّة والسيطرة على بعض المشكلات الصحيّة الشائعة خلال هذه الفترة. فهناك العديد من النساء قد لا تظهر عليهم أعراض المتاعب الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم وغيرها ممّا قد يكون ذو عواقب غير محمودة على صحّة الأُم وجنينها. لِذا يُوصَى دائمًا بمراجعة الطبيب خصوصًا عند الشعور بأيّ عرَضٍ طارئ.
7. تدليك الظهر والثدي
يُنصح القيام بالتدليك في جميع مراحل الحمل لأنه يعمل على راحة العضلات ويخفف من شعور التونر الذي تعاني منه أغلب الحوامل. ولكن في الشهر الأخير من الحمل وخاصةً قبل موعد الولادة ينصح الأطباء بتدليك الظهر والثدي ممّا يسهل عملية فتح الرحم.
8. الابتعاد عن القلق والتوتر
وذلك من خلال:
- محاولة تجنب الأمور التي تُسبب التوتر وتخلق نوعاً من الضغوط النفسية، وممارسة تمارين التنفس والتأمل تساعد في التغلب على ذلك
- محاولة ممارسة تمرينات الاسترخاء كاليوجا.
- الحرص على البقاء بحالة نفسية جيدة، لأن ذلك من أهم العوامل التي تساعد على تسهيل الولادة.
- الابتعاد عن الأشخاص الذين يسببون المتاعب والضيق.
- التخلص من العصبية ومحاولة تهدئة الأعصاب.
9. حضور لقاءات أو دورات ما قبل الولادة
يجب حضور الجلسات أو الدورات التي تكون قبل الولادة وحبذا لو تكون بمشاركة الزوج، للحصول على جميع المعلومات المهمة حول المخاض والولادة، وكيفية العناية بالطفل الرضيع، ومعرفة التغيرات التي ستحدث للأم خلال وبعد فترة الولادة.
10. التحضير ليوم الولادة
بمجرد مرور تسعة أشهر من الحمل، من الأفضل أن تظل الأمهات على استعداد تام للحظة الولادة؛ نظرًا لاختلاف تواريخ ميلاد النساء على نطاق واسع، وقلة منهن يلِدنَ في التاريخ المُحدد للولادة،. فمن المُستحسن دائمًا أن يتم حزم وتحضير ملابس الأم والطفل في الحقائب المخصصة لالتقاطها بسرعة لحظة حدوث المخاض.
11. مراجعة المستشفى فوراً عند بداية المخاض أو ملاحظة أي أمر مريب على حركة الجنين
يجب على الحامل مراجعة الطبيب أو الذهاب إلى أقرب مستشفى على الفور إذا لاحظت انخفاض في معدل حركة الجنين أو لاحظت الأم بخروج سائل غزير من المهبل أو شعرت بألم شديد في البطن.
أخيرا، ولكي يمر الشهر الأخير من الحمل دون قلق وبسلام وأمان، والذي لا يقل أهمية عما سبقه من شهور الحمل، لابد على الأم من اتباع النصائح السابقة والتي تعينها على تخطي هذا الشهر بسلام ويمكنها احتضان مولودها وكليهما بصحةٍ وعافية.
