مراحل تطور الجنين داخل الرحم

مراحل تطور الجنين داخل الرحم

شارك

تتسم مراحل تطور الجنين داخل الرحم الجنين على مدار تسعة أشهر بمعجزة ربانية مذهلة. أولى هذه المراحل تبدأ عندما تنغرس البويضة المخصبة في الرحم ثم تتطور البويضة إلى كيسة أريمية ثم إلى مضغة ثم إلى جنين ويستمر الجنين بالنمو حتى يحين موعد الولادة.

إن مراحل تطور الجنين ونموه عملية معقدة وديناميكية تبدأ بتكوين البيضة الملقحة وتنتهي بالولادة. وهي مقسمة إلى ثلاث مراحل رئيسية: مرحلة التخصيب والثلاثة شهور الأولى، والثلث الثاني من الحمل، والثلث الأخير من الحمل وفترة الولادة.

يتميز الثلث الأول من الحمل بالنمو السريع وتطور الجنين؛ خلال هذا الوقت، تبدأ جميع الأجهزة والأنظمة الرئيسية في التكون. 

الثلث الثاني هو فترة النمو والتطور المستمر؛ خلال هذا الوقت، يبدأ الأطفال بالحركة والركل داخل الرحم. 

الثلث الثالث هو وقت التحضير النهائي للولادة. خلال هذا الوقت، يزداد وزن الجنين ويستمر في النمو.

دعونا نلقي نظرة على مراحل تطور الجنين المختلفة وما يحدث خلال كل مرحلة.

1. مرحلة الإخصاب

يتم عادةً إطلاق بيضة واحدة من أحد المبايض تقريباً بعد 14 يومًا تقريبًا من الدورة الشهرية الطبيعية.  تسمى عملية انتاج وإطلاق البيضة بالإباضة. ثم يتم تتجه البيضة إلى إحدى نهايات قمع قناتي فالوب بانتظار التخصيب.

تحتوي البويضة الملقحة على كل الحمض النووي الذي يتكون منه الطفل. وهذا يشمل حوالي 20000 إلى 25000 جين. كل خلية في جسم الطفل لديها نسخة من هذه الجينات. تمر البيضة الملقحة بسلسلة من الانقسامات الخلوية أثناء انتقالها عبر قناة فالوب إلى الرحم. بعد استقرارها في الرحم تصبح كتلة من الخلايا تسمى الكيسة الأريمية. تنغرس الكيسة الأريمية في بطانة الرحم ويبدأ الحمل.

ما يميز هذه المرحلة أن المخاط في عنق الرحم يصبح أكثر مرونة وسيولة مما يسمح للحيوانات المنوية بدخول الرحم بسرعة. يمكن للحيوانات المنوية الانتقال من المهبل، عبر عنق الرحم، إلى الرحم، ثم إلى نهاية قمع قناة فالوب – حيث البويضة تنتظر التخصيب – وتتم هذه العملية في أقل من 5 دقائق. تساعد الخلايا التي تبطن قناة فالوب في الإخصاب.

إذا لم يحدث الإخصاب، تنتقل البويضة أسفل قناة فالوب إلى الرحم، حيث تتلاشى وتغادر الرحم مع الدورة الشهرية التالية. بينما يحدث الإخصاب عندما تخترق الحيوانات المنوية البويضة. الأهداب التي تبطن قناة فالوب تدفع البويضة المخصبة (الزيجوت) عبر الأنبوب إلى الرحم ويستغرق وقت دخوله الرحم من 3-5 أيام تنقسم خلاياه خلالها عدة مرات.

في حالات قليلة جداً يتم إطلاق وتخصيب أكثر من بويضة واحدة، فيشمل الحمل جنينين (توأم). نظرًا لاختلاف المادة الوراثية في كل من البويضة والحيوانات المنوية فإن كل بويضة مخصبة تختلف في خصائصها عن البويضة الأخرى فينتج توأمان مختلفان. في حالات أخرى تنقسم البويضة المخصبة إلى جنينين ليتشكل فيما بعد توأمان متطابقان، المادة الوراثية في الجنينين هي نفسها لأن بويضة واحدة تم تخصيبها بواسطة حيوان منوي واحد.

2. تطور الجنين في الثلث الأول من الحمل

خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يبدأ دماغ الطفل وحبله النخاعي وقلبه وأعضاء رئيسية أخرى في التكون، كذلك تبدأ العينان بالظهور وتنمو ذراعي الجنين ورجليه وتبدأ المفاصل في التكون وتتسم مراحل تطور الجنين في هذا الثلث بالنمو السريع لجسم الطفل. ينمو رأس الطفل أكثر خلال هذا الوقت، وبحلول نهاية الثلث، يصبح حوالي ثلث حجمه النهائي. بحلول نهاية الثلث الأول من الحمل، تكون جميع أجهزة وأعضاء الطفل موجودة، ولكنها غير مكتملة النمو. على الرغم من أن معظم النساء لا يشعرن بحركة أطفالهن حتى وقت ما في الثلث الثاني من الحمل، تبدأ حركة الجنين في الأسبوع السادس أو السابع. أيضاً بحلول نهاية الثلث الأول من الحمل، يبلغ طول الطفل حوالي 8سم ويزن حوالي 27 جرام.

3. تطور الجنين في الثلث الثاني من الحمل

الثلث الثاني من الحمل هو فترة نمو وتطور مستمرين للجنين ويتميز أيضاً بإمكانية معرفة جنس الجنين. في هذا الثلث، يبدأ الجنين بالحركة والركل في الرحم، وتكون هذه علامات لطمأنة الوالدين أن طفلهما المنتظر بخير. قد تشعر الأمهات بالحركات الأولى لأطفالهن في فترة تتراوح بين الأسابيع 16 و 24. ولكن غالباً ما تشعر الأمهات بحركة الجنين عندما يبدأ الهيكل العظمي للجنين في التصلب وتبدأ جميع أعضاء الجنين بالعمل. بحلول نهاية الثلث الثاني من الحمل، يبلغ طول الجنين من 12 إلى 14سم ويزن حوالي 1.5كجم.

يعتبر الثلث الثاني بشكل عام هو أكثر أوقات ومراحل تطور الجنين أمانًا للنساء الحوامل، حيث أن خطر الإجهاض أقل مما كان عليه في الأشهر الثلاثة الأولى. ومع ذلك، يجب أن تظل النساء الحوامل على دراية بالمخاطر المحتملة وطلب المشورة الطبية إذا كانت لديهن أي مخاوف.

4. تطور الجنين في الثلث الثالث من الحمل

يستمر الطفل في النمو والتطور خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل حيث يكتسب الوزن والدهون. بحلول نهاية هذا الثلث من الحمل، يتراوح وزن  الجنين من 3  إلى 4 كجم وطوله يتراوح بين  48- 56 سم. يصبح رأس الجنين متناسبًا مع بقية جسده، وتبدأ العظام في جمجمته في الالتحام معًا. ستستمر أعضاء الطفل أيضًا في النضوج، وستبدأ في تخزين الدهون. تتميز هذه الفترة بالنمو السريع للجنين ويكون قد اكتمل تطور العظام والعضلات وأعضاء الجسم كافة وجاهزًا للحياة خارج الرحم. ولكن تعتبر الرئتان من آخر الأعضاء التي تتطور ويكتمل نموها، وقد لا تتطور بشكل كامل إلا في نهاية الشهر التاسع. هذا هو السبب في أن العديد من الأطفال الخداج (الذين يولدون قبل موعد ولادتهم) يحتاجون إلى أجهزة لمساعدتهم في التنفس. 

في ختام هذا المقال لابد من التنويه أنه يجب المحافظة على صحتك وتناول الطعام الصحي والمغذيات المناسبة لضمان صحة جنينك ولكي توفري له العناصر اللازمة التي تساعده في النمو بشكل طبيعي، أيضاً ذلك من شأنه مساعدتك في ولادة آمنة ولتجنب أي مخاطر على صحتك وصحة طفلك.

شارك