ما هي أسباب سلس البول عند الرجال والنساء؟

ما هي أسباب سلس البول عند الرجال والنساء؟

شارك

سلس البول (Urinary Incontinence) هو من أحد الاضطرابات التي تصيب الجهاز البولي وتحديداً المثانة البولية وينتج عنه التبول السريع أو اللاإرادي حيث يفقد المصاب القدرة على التحكم بخروج البول. وهو مشكلة شائعة ومزعجة للأشخاص الذين يصابون به. تؤثر الإصابة به على نمط حياة المريض وروتينه اليومي. والسبب الأكثر شيوعًا لهذا المرض عند معظم المصابين به هو ضعف العضلات التي تتحكم في المثانة والإحليل مما يسبب في انخفاض التحكم في المثانة وزيادة خطر التبول اللاإرادي.

سلس البول يُمكن أن يصيب كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار، ولكنَّه يكون أكثر شُيوعًا عند النِّساء وكِبار السنّ. وهو من الأمراض المُزعجة التي تجعل المريض والمحيطين به مؤرقين دوماً، وله أيضًا تأثير اجتماعي واقتصادي كبير على الميزانية والصحة. ويؤثر سلبياً على المريض ويضعه في مواقف مُحرجة تعكر صفو حياته، على الرغم من أن سلس البول أكثر شُيُوعًا عندَ كبار السن، إلا أنه يبقى جزءاً غيرَ طبيعيّ من الشيخُوخَة، وقد يكون سلس البول مفاجئا ومؤقَّتا أو قد يستمر لفترة طويلة (مزمن). وفي هذا المقال سوف نتعرف على الأسباب الشائعة لسلس البول.

والأسباب المعروفة التي تؤدي إلى الإصابة بالسلس البولي تُقسم الى قسمين؛ الأول: الأسباب المؤقتة والتي بزوالها يزول الاضطراب؛ والثاني: الأسباب المستمرة أو الدائمة التي يصعُب معالجتها.

أسباب سلس البول المؤقت

ترجع أسباب الإصابة بـ “سلس البول المؤقت”. الى حالات مرضية وعوامل عرضية مثل الآثار الجانبية للأدوية وخاصة مضادات الاكتئاب والمهدئات والأدوية التي تساعد على النوم. مثل: أدوية مرخيات العضلات، وأدوية ضغط الدم، وأدوية القلب. أما الحالات المرضية وهي سهلة العلاج مثل:

  • التهاب المسالك البولية: يمكن أن تسبب الالتهابات تهيجًا للمثانة مما يسبب إلى السلس البولي.
  • الإمساك: قد يتسبب البراز الصلب والمضغوط في المستقيم في حدوث نشاطاً مُفرطا للأعصاب وزيادة معدل التبول وأحياناً سلس البول. 
  • وتؤدي بعض المشروبات والأطعمة إلى تحفيز المثانة وزيادة حجم البول، حيث أنها تعمل كمدرات للبول، وتشمل:
  1. فرط تناول الكحوليات
  2. فرط تناول الكافيين.
  3. المشروبات الغازية.
  4. المُحليات الصناعية.
  5. الشوكولاتة.
  6. الفلفل الحار والأغذية الغنية بالتوابل.
  7. الفواكه الحمضية.
  8. جرعات كبيرة من فيتامين C.

كما أن التسطح على الفراش وعدم الحركة تعتبر أسباب إضافية للإصابة بسلس البول، إضافة إلى عدم اكتمال حركة الأمعاء وانحشار البراز.

أسباب سلس البول المستمر (المزمن)

قد يكون سلس البول المستمر حالة مستمرة نتيجة مشكلات بدنية كامنة أو تغيرات جسمانية، مثل:

  • تضخم البروستاتا عند الذكور: غالبًا ما ينتج سلس البول عند الرجال الأكبر سنًا، والذي قد يكون سببه تضخم غدة البروستاتا.
  • سرطان البروستاتا: وقد يكون سلس البول الإلحاحي أو الإجهادي لدى الرجال مرتبطًا بسرطان البروستاتا غير المُعالَج. ولكن غالاً ما يكون سلس البول أثرًا جانبيًا لعلاجات سرطان البروستاتا.
  • الانسدادات: يمكن أن يؤدي وجود ورم في أي مكان على طول المسالك البولية الى منع التدفق الطبيعي للبول، ويصبح تعرُض الشخص لسلس البول حتمي، كما تُسبب ظهور الحصوات البولية التي تتشكل في المثانة إلى تسرب البول.
  • الاضطرابات العصبية: يؤدي الإصابة بالأمراض العصبية خاصة العصب المسؤول عن استقبال وارسال الإشارات من المثانة الى حدوث عدم التحكم في نزول البول.
  • التغيرات المُصاحبة للعمر: مع تقدم العمر يمكن أن تقل قدرة سعة تخزين البول في المثانة وتزداد التقلصات اللاإرادية للمثانة، مما يؤدي إلى سلس مزمن للبول.
  • زيادة الوزن: تلعب زيادة الوزن أيضًا دورًا سلبيًا حيث تعمل على شد عضلات قاع الحوض بشكل أكبر مما يسبب ضغطًا مستمرًا على البطن والمثانة مما يؤدي إلى الإصابة بسلس البول.
  • أمراض الكلى: عند حدوث خلل في وظيفة الكلى قد لا يستجيب الهرمون المانع لإدرار البول الموجود فيها، وهذا بدوره يسبب مشكلة في التحكم بكميات البول وإخراجها من الجسم الأمر الذي يؤدي إلى التبول اللاإرادي عند الكبار وحدوث السلس البولي.
  • مرض السكري: يؤثر مرض السكري الكاذب على مستويات الهرمون المانع لإدرار البول، مما يتسبب في إفراز كميات كبيرة من البول لا تستطيع المثانة الاحتفاظ بها، الأمر الذي يؤدي لتسرب البول.
  • مرض الزهايمر: إن زيادة السائل النخاعي في بطينات الدماغ، حيث مركز الاتصالات في الدماغ يمكن أن تورث صعوبات في الحركة، ومشاكل في الذاكرة وفي الإدراك وبالتالي تتسبب في عدم التحكم في نزول البول.
  • التوتّر والقلق النفسيّ: إذ يمكن أن تسبب الصدمات النفسيّة، وتغيرات الحياة والأحداث المجهدة لحدوث السلس البولي عند الكبار والصغار والرجال والنساء على حدٍ سواء.
  • الاضطرابات الهرمونية: قد تساهم بعض الاضطرابات الهرمونيّة في حدوث مشكلة سلس البول: مثل عدم إنتاج ما يكفي من الهرمون المضاد لإدرار البول أو الهرمون المانع لإدرار البول، أو عدم استجابة الجسم للهرمون كما يجب، وفي حال اجتماع عدد من العوامل الأخرى مثل صعوبة النوم والاستيقاظ واضطرابات المثانة مع اضطراب إنتاج هذا الهرمون من الممكن أن يعاني الشخص من سلس البول.
  • الحمل: تؤدي زيادة وزن الجنين والتغيرات الهرمونية إلى زيادة السلس البولي المستمر.
  • الولادة: تؤدي الولادة المهبلية الطبيعية إلى إضعاف العضلات المطلوبة للتحكم في المثانة، وإتلاف أعصاب المثانة والانسجة الداعمة لها، مما يؤدي إلى تدلي قاع الحوض وهذا قد يؤدي إلى السلس البولي.
  • سن اليأس: للتغيرات الهرمونية التي تحدث في بداية انقطاع الدورة الشهرية وبخاصة عند انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، دور في الإصابة بسلس البول حيث تُفرز أجسام النساء كميات أقل من هرمون الاستروجين (الذي يساعد في الحفاظ على صحة المستقيم وبطانة المثانة)، وهذا سوف يؤدي إلى تدهور الأنسجة مما يزيد من خطر الإصابة بسلس البول بسبب التغيرات في جدار المهبل.
  • استئصال الرحم: قد تسبب أي جراحة للمرأة ومنها استئصال الرحم تلفًا في عضلات قاع الحوض المساندة، مما يكون سبباً في معاناة النساء من السلس البولي، حيث أن المثانة والرحم تدعم الكثير من العضلات والأربطة.

يمكننا القول أن سلس البول يعتبر مشكلة مؤرقة للمرضى أنفسهم ولعائلاتهم وأصدقائهم وكذلك لمقدمي الرعاية لهم. فمعرفة أسباب سلس البول أمر مهم في مراحله المبكرة لتفادي المضاعفات والبحث عن إمكانية معالجته بفعالية. 

شارك